فضيحة النفايات التي نتعايش معها منذ أشهر، أحالت على سلة الإهمال والنسيان كل القضايا السياسية المصيرية التي هي، في الواقع، في أساس الوضع الذي وصل إليه البلد.
لم يعد أيّ من اللبنانيين، يا للأسف، يسأل عن رئاسة الجمهورية، ويأبه لانتخاب رئيس أو عدم انتخابه.
صار شغور قصر بعبدا مسألة عادية لا تستدعي اهتماماً استثنائياً.
ولم يعد أيّ من اللبنانيين، يا للأسف أيضاً، يلاحظ أن شبّاناً من بلده يحاربون في سوريا، في أرض ليست أرضهم، ومن أجل هدف ليس قضيتهم، وفي حرب ليست حربهم.
لم يعد يهمّ اللبنانيين سوى أن يبقوا في عملهم، وألا تقفل مؤسستهم بسبب الركود الإقتصادي، فيجدوا أنفسهم بلا مدخول يعيلهم.
لم يعد يهم اللبنانيين اللقاءات الفولكلورية التي تسمى حواراً وطنياً، و الذي اضحى بنظرهم مسلسلا" مكسيكيا" سخيفا".
ان جميع المشاكل التي يعاني منها لبنان اليوم يجب ان تكون حافزا" اضافيا" لدى جميع اللبنانيين من اجل تغيير الواقع السياسي الموجود.
ففي جميع انحاء العالم، السياسة السليمة هي التي تؤسس لمجتمع سليم و اقتصاد سليم و بيئة سليمة.
غير ان الزمن الرديء الذي نعيشه في لبنان اليوم يعكس مدى تدني هذه الطبقة السياسية الحاكمة بمختلف الوانها.
و لا امكانية على الإطلاق لحل المشاكل المعيشية او البيئية دون تغيير هذه الطبقة السياسية.